ترجع الاختلافات في درجة الانصهار بين المواد في المقام الأول إلى الاختلافات في بنيتها الجزيئية والقوى بين الجزيئية. فلكل مادة ترتيب فريد من نوعه للجزيئات وقوة الروابط بينها، وهو ما يحدد كمية الطاقة اللازمة لكسر هذه الروابط والانتقال من الحالة الصلبة إلى الحالة السائلة.
البنية الجزيئية والقوى بين الجزيئية:
للمواد المختلفة بنى جزيئية وأنواع مختلفة من القوى بين الجزيئية. على سبيل المثال، المركبات الأيونية لها روابط أيونية قوية، والتي تتطلب طاقة أكبر للكسر من قوى فان دير فال الأضعف في المواد الصلبة الجزيئية مثل الثلج. وهذا هو السبب في أن المركبات الأيونية عمومًا لها درجات انصهار أعلى مقارنة بالمواد الصلبة الجزيئية. فكلما كانت القوى بين الجزيئية أقوى، زادت الطاقة اللازمة للتغلب عليها، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الانصهار.الطاقة الحرارية والحركة الجزيئية:
عند تطبيق الحرارة، تكتسب الجزيئات في المادة الصلبة طاقة حركية وتبدأ في الاهتزاز بقوة أكبر. في بعض المواد، يمكن أن تؤدي هذه الاهتزازات في بعض المواد إلى تعطيل الروابط بين الجزيئات بسهولة، مما يتسبب في ذوبان المادة عند درجة حرارة أقل. وفي مواد أخرى، تكون الروابط أقوى وتتطلب المزيد من الطاقة للكسر، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الانصهار. إن هذه العلاقة بين مدخلات الطاقة وقدرة الجزيئات على التغلب على قوى الترابط بينها أمر بالغ الأهمية في تحديد درجة انصهار المادة.
التحولات الطورية وحالات الطاقة:
الذوبان هو انتقال طوري من الحالة الصلبة إلى الحالة السائلة، ويحدث ذلك عندما تمتص المادة طاقة حرارية كافية لتغيير حالة الطاقة الخاصة بها. ونقطة الانتقال هذه خاصة بكل مادة وتتأثر بعوامل مثل الوزن الجزيئي والشكل ووجود مجموعات قطبية أو غير قطبية. على سبيل المثال، المواد ذات الجزيئات المعقدة والثقيلة غالبًا ما تكون درجات انصهارها أعلى لأن جزيئاتها تتفاعل بقوة أكبر مع بعضها البعض.
الآثار العملية في الأوساط الصناعية: